2020 في ذاكرتنا

كَيف سنتذكر ٢٠٢٠ ؟ لاشك أننا تغيرنا كثيراً بعد هذه الجائحة ، وكأن الحياة تُعيد ترتيب الأولويات في نفوسنا ، أغلقت المساجد ، وأُخلي الحرم من المصلين وُربما هذا أعظم مشهد لن يستطيع أحد نسيانه .

أبعدتنا التقنية عن الأهل ، وأشغلتنا المقاهي عن الجيران ، وصرفنا كثيراً على الكماليات حتى نسينا احتياجاتنا الأساسية ، جرّبنا الحظر واستطعنا الجلوس في المنزل لمدة تزيد عن أربعة أشهر ، تعرّفنا على أنفسنا وأهلنا جيداً ، مارسنا هواياتنا القديمة ، وعُدنا للقراءة ،أعدنا المسلسلات القديمة في قناة ذكريات ، وأصبح الجميع يلعب “الكيرم” ، ويصنع الكعك المنزلي . أقمنا حفلات التخرج والأفراح في المنازل بدون كلفة ولا ديون ولا قروض تكسر الظهر .

سنتذكر التفاصيل الجميلة والمؤلمة ، لا خروج إلاّ بكمامة وقفازات ، جفّت أيادينا من المعقمات ، غاب عنا الكثير من الممارسين الصحيين والجنود والمسافرين وغيرهم ، كم عائلة عاشت أجواء الحظر بدون أحد أفرادها ، وكم شخص عاش الحجر وحيداً .

سنتذكر وقفة دولتنا مع شعبها، ولن ننسى أبداً مافعلته المملكة من أجلنا ، سنتذكر أن نحمد الله دائماً وابداً على نعمة الصحة والأمن ، فأعظم ما تعلمناه من هذا الفايروس أن المرض والخوف أسوء ما قد يصيب الانسان

استفهام

هَذا الشعور الناقص في قلبي ، حين يصفع الواقع خدّ توقعاتي من الآخرين ، مَن المخطئ ؟

والله لَو أن الله وَهبني قلباً لا يُبالي لتوقفت، لكنّ في صَدري قطّعة تُسيرني وتختار عنّي . هل يُمكن استبدال قلبي؟

لماذا لا نَصرخ حين نصاب بالخيبة في قلوبنا ؟

والدّمع ما استفادَ حين جرّح مدامعنا ؟

أتثقل قلوبنا علامات الإستفهام ؟

للكَلمات أيادٍ ..

استوقفتني عبارة ، بل (شعور) إن صّحَ الوصف .حين قالت صديقتي : “ايمان أحس اني انجرحت”احسست بالجرح نفسه في قلبي لحظتها ، ولم أعرف كيف أُبّرد هذا الخاطر من حرارة الكلمات .

تذكرت جملة قرأتها في مكانٍ ما تقول : “‏إن للِكلمات أيادٍ، تُربِّت أو تخنق”ووالله هذا وصف دقيق للكلمة التي خنقت وجرحت .ولكنّ لطف الله عَظيم ، وإن وُجِدت كلمات تخنق ، فإن الكَثرة للكلمات التي تُربّت وتحضن وتحتوي .وإن كانت كلماتي شحيحة ، ومشاعري تخرج على استحياء في وصف مكانتك في قلبي ، إلّا أنّها والله عظيمة جداً .

ولو وجدت مُرادفات للطف واللين والسماحة والبشاشة والكرم لما كَفتك ، ولو أمكنني أن أعمّر لكِ من مشاعري وطن وأصدقاء وأهل ومسرات ، لفعلت . ولو خيّرتني الحياة في صحبتك، سأختارك مرة وثلاث وعشر .

استودعت الله قَلبك ومشاعرك ، وأسأل الله أن يسّخر لك الأرض ومن عليها ، ويَهبك الحُب العظيم والسعادة الغير مشروطة ، وأن يديم نقاء قلبك ويزيدك نجاح وعُلوّ ، ويرزقك كل مايتمناه قلبك وزيادة .

وفي هذه اللحظة ، إنها الساعة ١٢:٢٩ دقيقة مساءً ، وبعد أول درس على أرض الواقع لتعلم القيادة ، شعور عظيم جداً ومهيب ، لإمرأه مثلي ، في الثامنة والعشرين من العمر . جلست على المقعد وأمسكت بالمقود وكأني أمسك بعنق انسان ، تمسكت به وكأني سأسقط رغم التصاقي به. يجب أن اركز على جميع المرايا وكل الزوايا ، يجب أن استشعر المسافات ،ولا انسى أن استخدم رجلي اليمنى فقط .

أحسست بشعور الطفل حين يتعلم المشي ، وآمنت أن الخوف يكبر كلما تقدم الإنسان في العمر ، كنت أقود بخوفي لا بعقلي . وأعتقد رغم كل هذا أن شعور النشوة في قلبي محى كل لحظة خوف .

شعرت برغبة في توثيق هذه اللحظة العظيمة بالنسبة لي ، لربما ضحكت عليها بعد عام .

السبت . ١٣/٦/٢٠٢٠ ١٢:٣٨ مساءً .

نفسي أولاً

كان من البديهي أن أحب نفسي أولاً . في كُل أزمة عشتها كُنت أتخلى عن الطرف الذي يُشعرني بالنقص ، أو يعظّم مُصيبتي ، أو حتى يستهين بألمي . كنت دائماً حريصة على نفسي قبل أيّ شريك أو صديق ( وإن كان في كلامي شيء من الأنانية ) إلّا أن هذا الواقع الذي ناضلت من أجلهِ طويلاً ..

نفسي التي ستواجه أفكار ماقبل النوم ، نفسي التي ستعاني من الأرق كثيراً ، ستمرض وستبكي حتى تحمّر عينيها ، نفسي التي ستفقد الثقة حين تُكسر ، ستفكر في الكلمة ألفَ مرةٍ قبل قولها ، نفسي التي ستناضل من أجلي غالباً ، ولا أحد آخر يستحق أن يقارن بها .

بالتأكيد أحتاج صديق أسند رأسي عليه حين أميل ، أخ يحتضنني حين أحزن ،حبيب يحتويني ويدللني ، لكنّ إن لم أحافظ على نفسي جيداً فلن يريدني منهم أحد . لا يوجد شخص في هذه الحياة سيرغب بِك إن لم ترغب أنت أولاً.

ونستثني هنا ” الأم”. فهي الحالة الشاذّة والوحيدة للعطاء المطلق وللصبر اللامنتهي ، والإيثار .

لحظة فارقة ..

هناك منعطف في حياتك يغير كل شيء فيك ، لحظة واحدة تقلب حياتك رأساً على عقب ، لكل إنسان منا في هذه الحياة نصيب من الألم بأي شكل من أشكاله  ( فقد ، مرض ، خيبة ، ظلم  …. ) لا أحد على الكرة الأرضية معفى ، لا يوجد إنسان بدون هموم ، الفرق بين البشر في طبيعة التعامل مع هذه اللحظة .

قبل أن أبدأ بسرد لحظاتي  ، قف مع نفسك وفكر قليلاً ..

ماهي اللحظة التي أصبحت فيها نسخة أخرى من نفسك ؟ ماهي اللحظة التي غيرت فيك كل شي حتى أصبحت لا تتعرف على نفسك بعدها ؟ ماهي اللحظة التي صنعت منك ما أنت عليه الان ؟كانت الحياة بالنسبة لي مغامرة جميلة ، لا أعرف شعور الخوف ولا يعرفني ، أشاهد الناس حولي تخاف من أشياء بسيطة في نظري كالظلام ، الحشرات ، أو المرتفعات .أستصغر خوفهم ، بل أحياناً أضحك عليه .لم أفهم يوماً كيف للمواقف أن تصنع فجوة خوف في داخل الإنسان ، لم أضع نفسي يوماً في إطار غيري .

فأسوء ما قد يمر به الانسان ، أن يشعر بالعجز . وأعتقد أن لحظتي الفارقة كانت في هذا الشعور بالتحديد ، لم تكن في الخوف مما سيصيبني ، أو من الألم العظيم في جسدي ، كانت لحظتي التي غيرت كل شيء فيني هي لحظة العجز .

قائمة أحلامي تطول ، ولا يمكن حصرها . كانت لي نظرة واضحة عن مستقبلي ماذا أريد أن أتخصص ؟ أين سأعمل؟ كم دولة سأزور؟ وكم رواية سأكتب ؟ لم أدرك أني سأتقدم بالعمر وستتغير أحلامي وتتضائل ، أو ربما تصبح أمنية واحدة فقط وهي أن لا ( أحتاج أحد )

إعادة البداية ..

إنها ٦:٥٣صباحاً ، وبعد شرب كوب من القهوة ، شعرت برغبة جامحة في البدء بشيء مختلف .

لطالما كُنت شخص لديه القدرة على الكتابة أكثر من الكلام ، وأكثر المواقف التي احتاجت مني رداً قاسياً قابلتها بالصمت لحظتها ، ثم وثقت ما أردت قوله على الورق دون مواجهه .

حتى ارتبط الألم بالتدوين ، وكأني اتخذت من الكتابة أسلوب علاجي ، أهرب له من واقعي واختبئ فيه حتى تهدأ عاصفة المشاكل .

قررت اليوم أن أعدل سلوك الكتابة ، أن أفتح عينيها على كتابة الأمل ، الحُب ، الفرح ..

أن أحاول استكشاف نفسي مجدداً في قالب الحياة ، وأن أدون مشاعري كلها دون انحياز للحزن .

بسم الله ابدأ ..

تصميم موقع كهذا باستخدام ووردبريس.كوم
ابدأ