هناك منعطف في حياتك يغير كل شيء فيك ، لحظة واحدة تقلب حياتك رأساً على عقب ، لكل إنسان منا في هذه الحياة نصيب من الألم بأي شكل من أشكاله ( فقد ، مرض ، خيبة ، ظلم …. ) لا أحد على الكرة الأرضية معفى ، لا يوجد إنسان بدون هموم ، الفرق بين البشر في طبيعة التعامل مع هذه اللحظة .
قبل أن أبدأ بسرد لحظاتي ، قف مع نفسك وفكر قليلاً ..
ماهي اللحظة التي أصبحت فيها نسخة أخرى من نفسك ؟ ماهي اللحظة التي غيرت فيك كل شي حتى أصبحت لا تتعرف على نفسك بعدها ؟ ماهي اللحظة التي صنعت منك ما أنت عليه الان ؟كانت الحياة بالنسبة لي مغامرة جميلة ، لا أعرف شعور الخوف ولا يعرفني ، أشاهد الناس حولي تخاف من أشياء بسيطة في نظري كالظلام ، الحشرات ، أو المرتفعات .أستصغر خوفهم ، بل أحياناً أضحك عليه .لم أفهم يوماً كيف للمواقف أن تصنع فجوة خوف في داخل الإنسان ، لم أضع نفسي يوماً في إطار غيري .
فأسوء ما قد يمر به الانسان ، أن يشعر بالعجز . وأعتقد أن لحظتي الفارقة كانت في هذا الشعور بالتحديد ، لم تكن في الخوف مما سيصيبني ، أو من الألم العظيم في جسدي ، كانت لحظتي التي غيرت كل شيء فيني هي لحظة العجز .
قائمة أحلامي تطول ، ولا يمكن حصرها . كانت لي نظرة واضحة عن مستقبلي ماذا أريد أن أتخصص ؟ أين سأعمل؟ كم دولة سأزور؟ وكم رواية سأكتب ؟ لم أدرك أني سأتقدم بالعمر وستتغير أحلامي وتتضائل ، أو ربما تصبح أمنية واحدة فقط وهي أن لا ( أحتاج أحد )