كان من البديهي أن أحب نفسي أولاً . في كُل أزمة عشتها كُنت أتخلى عن الطرف الذي يُشعرني بالنقص ، أو يعظّم مُصيبتي ، أو حتى يستهين بألمي . كنت دائماً حريصة على نفسي قبل أيّ شريك أو صديق ( وإن كان في كلامي شيء من الأنانية ) إلّا أن هذا الواقع الذي ناضلت من أجلهِ طويلاً ..
نفسي التي ستواجه أفكار ماقبل النوم ، نفسي التي ستعاني من الأرق كثيراً ، ستمرض وستبكي حتى تحمّر عينيها ، نفسي التي ستفقد الثقة حين تُكسر ، ستفكر في الكلمة ألفَ مرةٍ قبل قولها ، نفسي التي ستناضل من أجلي غالباً ، ولا أحد آخر يستحق أن يقارن بها .
بالتأكيد أحتاج صديق أسند رأسي عليه حين أميل ، أخ يحتضنني حين أحزن ،حبيب يحتويني ويدللني ، لكنّ إن لم أحافظ على نفسي جيداً فلن يريدني منهم أحد . لا يوجد شخص في هذه الحياة سيرغب بِك إن لم ترغب أنت أولاً.
ونستثني هنا ” الأم”. فهي الحالة الشاذّة والوحيدة للعطاء المطلق وللصبر اللامنتهي ، والإيثار .